عندما أنظر إلى مرآتي المعلقة أمامي كاشفةً عورةَ
روحي بلا أي استحياء، أتذكر كل المفارق وكل الطرق التي قطعتها حتى وصلت لهذه
الحقيقة المنعكسة أمامي، شعريَ المنسدلُ يذكرني بفراقٍ عميقٍ فصلني عن أمي، لون
عيناي يذكرني بالذي اختلس وتحايل ليشيد ثروةَ الدلال التي يتوهم أنني أحيا بها،
أما طول وانحناء سبابتي يذكرني بمن جعدت السنون بشرتها الشاحبة وهي ترعاني، ولكن
تلك الندبة في قاع صدري التي لا تظهر إلا لحظة دخولي سراديب النوم فمسببها وطبيبها
شبهةُ خطأ وعدد من رجال.
أولهم جار طفولتي، وثانيهم أكثرهم حقارة، وثالثهم
شهم يشوبه بعض الحزن، وآخرهم أنا.