عندما يعلو صوت دقات الساعة، أعلم أن المقهى بدأ يخلو من أصوات الناس، وأن صوت الحنين فيمن تبقى هنا بدأ يضج، كل واحد منهم له حلم يشغله الآن، كل واحد فيهم يدور في فلك ذاته الداخلي، يجول في زوايا الروح وسراديبها، يحاولون الوصول للنبع الأعلى للإحساس الأول، لبدايات الأنهار الجارية في ثنايا أيامهم الجارفة لكل من يعترضها، للجروح والتفاصيل والأخطاء، لبقايا الأماكن والعطر والزجاج، لأزقة ملأت المدى ذكرياتٍ نثرتِ الأحداثَ قصاصات والأيامَ تواريخًا.
كل طاولة تحمل مسافرًا، والحقيقة خيال وقصص، شذرات ونصوص: