يعتمدَ هذا الكتابِ على المزاوجةِ بينَ التاريخِ والفكرِ الاجتماعيِ في بلورةِ رؤيةٍ سياسيةٍ – اجتماعيةٍ يستهدفُ بها الأجيالُ الجديدةُ التي غيبها رجالُ الدينِ وكهنةِ النصوصِ خلفَ ساترِ منْ التراثِ السلفيِ على اعتبارِ أنهُ صالحٌ لكلِ زمانٍ ومكانٍ. لكنَ الوقائعَ أثبتتْ عكسَ ذلكَ، فالمجتمعاتُ المتحضرةُ اليومَ لمْ تنهضْ منْ كبوتها إلا بعدَ أنْ أزاحتْ رجالَ الدينِ منْ طريقِ الدولةِ والتدخلِ في الشؤونِ السياسيةِ، دونُ أنْ تنكرَ الدينُ ومكانتهُ في نفوسِ الناسِ، بمعنى إمكانيةِ التعايشِ بينَ الدينِ والعلمانيةِ، مثل تركيا، وأندونيسيا، وماليزيا، كدولٌ إسلاميةٌ ومتمسكةٌ بدينها، جاءت نهضتها بعدَ أنْ اعتمدتْ النموذجَ الأوروبيَ في التحديثِ والتصنيعِ، ومنعتْ تدخلَ رجالِ الدينِ في شؤونِ الدولةِ؛ فالعلمانيةُ ليستْ ضدَ الدينِ بلْ فكرةً اجتماعيةً لتحديثِ المجتمعِ بعيدا عنْ سيطرةِ رجالِ الدينِ. هذا ما يحاولُ الكاتبُ أنْ يوصلهُ للقارئِ العربيِ المسلمِ، مؤكدا على أهميةِ التفكيرِ بدلاً منْ التكفيرِ لكيْ ترتقيَ الأمةُ العربيةُ الإسلاميةُ. الكاتبُ والباحثُ/ ناهضَ زقوتْ.

   في طياتِ هذا الكتابِ وصفَ تحليليٌ لما جرى لنا، وكيفَ تمَ تشويهُ ثقافتنا، وإعادةِ زراعتنا فكريا ودينيا لخدمةِ مسارٍ واحدٍ آمَّن لبعضِ الفئاتِ الغطاءِ الشرعيِ لحكمِ هذهِ الأمةِ، وذلكَ عبرَ التعتيمِ والإقصاءِ، وإلغاءِ كلِ مصادرَ ومظاهرِ التنويرِ وعملِ الفكرِ وسيادةِ العقلِ عبرَ ربطِ الدينِ بالدولةِ والسياسةِ لتبقى سهلةً الانقيادِ؛ فلمْ يتسنَ لها النهوضُ والتطورُ منذُ قرونٍ. يقدمَ لكَ هذا الكتابِ في صفحاتهِ كلَ الأسبابِ لبدءِ الانخراطِ في هذا العالمِ المعاصرِ سواءٌ كنتُ متدينا أوْ ذا فكرٍ علمانيٍ دينيٍ متطورٍ؛ فكلا الطرفينِ يجبُ أنْ يعملا معا لخدمةِ هذهِ الأمةِ وتطويرها وإعادةِ صياغةِ فكرها وحضارتها لتعلوَ كما كانَ مقررا لرسالتها. أكادَ أجزمُ أنَ معظمَ مجتمعاتنا (تدركَ) ولكنْ لا تعرفُ أحداثِ ووقائعِ تاريخها. ببساطةِ بالغةٍ يعطيكَ هذا الكتابِ الخيارِ ما بينَ عتمةِ الجهلِ والتخلفِ الفكريِ الدينيِ، وبينَ الارتقاءِ التنويريِ نحوَ الرقيِ والتطورِ الحضاريِ؛ فإما التفكير وإلا التكفيرِ. عمادُ الفاعوري/مهندسٌ وفنانٌ