الحرب النفسية ضاربة في
عمق التاريخ البشري، وقد كان ولا زال الهدف منها هو تحقيق الغايات بالهيمنة من طرف
على آخر دون الدخول بالضرورة لمعارك القتل والتدمير. وهي الشيء الثابت المتواصل في
حين أن المعارك القتالية هي العامل المساعد. استعملها الأسبقون ضد بعضهم سواءً
أكان عبر الرقص التنكري أم إطلاق الأصوات المرعبة، أم التمويه بامتلاك القوة، أم
بالحيل والخدع.. وصولًا إلى المستجدات من علوم وتكنولوجيا ونظريات تطورت بسرعة
فائقة منذ بداية الصراع الفلسطيني الصهيوني للآن.
تبقى الحرب النفسية قائمة بذاتها طالما لم يتحقق
الهدف منها، وهي موجهة إلى عدة جبهات، مثل الجبهة الداخلية الذاتية؛ لتعزيز
مناعتها وضمان تماسكها، وجبهة الخصوم لدفعها للاستسلام التام لرؤية الخصم، كما
تُوجَّهُ الحرب النفسية مخلوطة بالدعاية إلى الأطراف الصديقة والداعمة والحيادية؛
سعيًا لكسبها، وذلك ضمن خُطَطٍ مُعدَّةٍ مسبقًا، وأخرى فورية لمجابهة المستجدات.