بقيت تسير حتى وصلت الى شاطئ حيفا وهناك خشعت وخشع الجمال لخالقه فتموجت السماء بزرقة الحاضر واحمرار الماضي ولبست السماء وشاحا منسوجا من رحيل اولئك الذين عاشوا على أمل اللقاء بأناس كانوا ظلهم ومن بقاء قلة لهم وحدهم حقان: حق الحياة دون الموت في أخيلة محبيهم وحق الموت على صدور من انتظروهم بقاء هذه القلة خلق في السماء مزيجا متناغما عذبا من الالوان الممتزجة المتشوقة لرؤوية انحناءات أنفاسهم أمام قدوم الليل وانطواء النهار.
هكذا غروب حيفا مليء بتنهدات شاهقة