في المطار أنظر للممرات التي على
المسافرين أن يمروا بها، متتبعة طابور الأشخاص الذين ينتظرون المرور، متسائلة عن
نصيب العالم من أحداث عادية كهذه، يمرون بسلاسة، منهم من هو متعجل، وآخر متحمس،
وآخر توتره يبعث الشك في خاطر المسؤول، مجرد شك سينتهي حتماً، جميعهم مروا بسلام،
دون أحداث درامية دامية، لم يركض أحد، لم تؤسر الأيادي، لم تُجر أقدام، ولم يهدد
أحد، لم يشعر بالتهديد غيري من مكاني البعيد المتأمل؛ لأن اليهود اعتادوا على نصب
ممرات الموت لنا، رغم أني تجولت حول العالم وعبرت ممرات كثيرة إلا أني لا أنسى
ممرات الموت التي ينصبها الاحتلال لنا، وعدد المرات التي كان عليَّ مواجهة الموت
فيها؛ لأنتقل من منطقة لأخرى في بلادي، لا أنسى الذين شارفوا على المرور، ولكن
الاحتلال أرسلهم للجنة صانعاً لهم أجنحة تُرعب الاقتراب من جثة مفخخة بدماء
فلسطينية..
تنطلق الرصاصة من يد العدو المرتجفة
لروحٍ تنتظر التحليق.