يلمحني
الرحيل متأهباً, ينتشلني ويخبئني في حقائبه الثقيلة، غير آبه كون الرحلة طويلة،
شاقة، وخانقة, دائما الأنفاس الوفيرة مقتصرة على مدى الرفاهية, ونحن داخل تنكات من القصدير نتجرع أنواع الدخان في حلوقنا بشراهة, نعيش مع ضميرنا
المُكفّن، وفي كل مكان نقف فيه كصفائح للزبالة يرمقنا المارقون بتأفف, ويلقون آخر
فضلاتهم في أفواهنا, نلوك "الأوراق، الفواتير غير الهامة، قطع اللبان
المعلوكة، الزجاجات الفارغة، وأعقاب
السجائر بطيب خاطر, ماذا يجني الإنسان من غربته؟
هو
الرحيل الذي يقصف الوجدان, يحجر النفوس, يتناولني العامل بخفة, يمسح بي الطريق
المؤدي إلى القطارات السريعة، مقابل أن أحصل على تذكرة للمغادرة، ألاحظ أن الأرض
من تحت جسدي نظيفة.. لامعة.. والسبب إما للجودة العالية لوبري, أو مساحيق التنظيف
ذات الفعالية الكبرى.