لقد رفد الأسرى
الفلسطينيون الأدب الفلسطيني الحديث بدوافع الإبداع وروافد التميّز ، ورغم الظلال الكثيفة التي ظلت تلفّ أشعارهم ،
تقف القصيدة الأسيرة شامخة تحمل خصوصية الثورة وعنف المقاومة ، ورقة العشاق وطهارة
الانتماء ، ولكن الأدب الأسير لم يأخذ حقه في البحث والأضواء رغم أن السجن ظلّ من
أهم روافد الإبداع والتطور الفكري والثقافي والأدبي .
لقد حاولت في هذا البحث
الذي يدرس البنية الإيقاعية في الشعر الفلسطيني المعاصر أن أُلقي الضوء على أدب
الأسرى ، فاتخذت شعر الأسرى أنموذجاً للإطلاع على العديد من الإبداعات الشعرية
التي أنتجها الأسرى الفلسطينيون أو المحررون منهم ، لتوضيح مدى أهمية الأدب الأسير
في تطور النهضة الأدبية والثقافية الفلسطينية ، في الحين الذي ظل الجزء الأكبر منه
بعيداً عن النشر ، وقد استثنيت نفسي كشاعر أسير لأنني صاحب البحث ورأيت أنه لا يحق
لي أدبياً أن أبحث في نفسي ، وحاولت أن أُمثّل لأشعار معظم الشعراء الأسرى بالقدر
الذي تسمح به الدراسة الأدبية .