في
هذا الكتاب تستقصى الدكتورة سهام أبو العمرين قضايا الفكر النسوي في الرواية
المعاصرة, على ضوء آراء الفلاسفة والمفكرين الرجال الذين ربطوا دورها بالاختلاف
البيولوجي عن الرجل وقصر دورها في الحياة كظل للرجل, مما أثار الكثير من الجدل,
تتبعته الباحثة بصبر وجلد وجرأة في تحليل منطقي, مكنها من التوصل لنتائج تضيف
جديداً في هذا المجال – وهو قليل- في هذا المجال عربياً, الأمر الذي يفتح مجالا
واسعاً للاشتباك مع ما ورد في البحث من أفكار وآراء تم استنتاجها بأدوات النقد الأدبي الحديث الجاد
لأعمال عدد من الكاتبات المصريات من مختلف التوجهات الفكرية تقوم أعمالهن على
الاشتباك مع الرجل الذي لعب دوراً في تحديد وتقنين دور المرأة في الحياة, في مجتمع
يقوم على سيادة الرجل, الذي حصر دور المرأة في الحياة, وقلص مشاركاتها في الحياة وبناء
المجتمع, على ضوء الاختلاف البيولوجي تارة والقدرات الجسدية والعقلية تارة. ما جعل
الدراسات النسوية مجالا خصباً على المستوى الفكري في العصر الحديث.
وعلى
المستوى التطبيقي فقد تناولت الباحثة أعمالاً روائية لكاتبات مصريات؛ لأن نهضة
الحركة النسوية في مصر كانت الأسبق في العالم العربي, حيث تزامنت مع ظهور مفكرين
رجال يطالبون بتحرير المرأة في الحياة العامة, ما هيأ البيئة الثقافية والسياسية
الحاضنة لظهور مبدعات تناولن موقع المرأة من عالم الرجال, وموقع الرجل من عالمهن,
والبحث عن ما يميزهن فامتلكن الجرأة في التعبير عن أحاسيسهن دون مواربة أو أقنعة.
وقد توصلت الباحثة بعد تحليل النصوص إلى نتائج التي تفتح المجال لقراءات جديدة في
كتابات المرأة المبدعة في مجالات الفكر والأدب.